يحدث جفاف العين نتيجة قلة إنتاج الدمع بحيث تكون كميته غير كافية لترطيب وتغذية العيون باستمرار طول اليوم, الدموع ضرورية للحفاظ على السطح الخارجي من العين وذلك يساعد على نقاء ووضوح الرؤية, هذه الحالة قد تكون مؤقتة وقد تكون مزمنة, وكونها مزمنة يشير إلى أنك ستعاني من أعراضها لفترات طويلة, قد تأتي الأعراض وتذهب وقد تتفاوت في حدتها وتتحسن في بعض الأحيان وتصبح أسوأ في مناخ وأوضاع معينة, بالتأكيد أنت لا ترغب في أن تعيش باقي حياتي تعاني من حرقة وألم في عيونك وشعور دائم بأن هناك حبيبات من الرمل تضايقك بداخل عينك ولذلك يجب علاج جفاف العين بالشكل المناسب لك.
قد يكون الجفاف مؤقتًا وذلك عندما يكون السبب بيئيًا فيزول بزوال السبب. كالتعرض للهواء الجاف والبقاء لفترات طويلة في المناخ الحار أو حتى بسبب ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة. أما جفاف العين المزمن منه فهو مرتبط بوجود حساسية أو أمراض في العيون, أو في الجلد حول منطقتها. وبشكل عام تصبح العين جافة أما نتيجة عدم وجود دموع من الأساس أو بسبب تبخرها بسرعة.
لحسن الحظ هناك أكثر من طريقة لعلاج العين الجافة. سيساعدك الطبيب المختص على اختيار الانسب بينها لتقلل من أعراض جفاف العين. الأ
اسباب جفاف العين
يوفر الدمع الترطيب لعين الانسان ويغسلها باستمرار ويحميها من الالتهابات, كما أنه يخلصها من الأجسام الغريبة والغبار الذي يمكن أن يدخل إليها. يحدث نشفان العيون عند عدم وجود توازن وتكافؤ ما بين إنتاج الدموع وسيلانها وتبخرها من عينك. بحيث تكون كمية الدموع أو نوعيتها غير كافية للحفاظ على صحة العيون.
- كمية الدموع غير كافية: تقوم مجموعة من الغدد الموجودة حول الرموش بإنتاج الدمع. تقل كميته بفعل الكثير من العوامل مثل العمر. حيث تعتبر العيون الجافة أكثر شيوعًا لدى البالغين وعند التقدم في العمر. أو كمضاعفات جانبية نتيجة استخدام بعض الأدوية. البقاء في جو عاصف وجاف لفترة طويلة يتسبب في ذلك أيضًا نتيجة زيادة تبخر الدموع. وسواء كان السبب هو قلة الانتاج أو سرعة التبخر لدموعك فإنك أعراض الجفاف ستبدأ بالظهور لديك.
- جودة الدموع المنتجة غير جيدة: تتكون الدموع من ثلاثة طبقات وهي الماء وزيوت بالإضافة لطبقة مخاطية. كل مكون من هذه العناصر يغذي سطح الخارجي لعين الانسان. تعمل الزيوت على ابطاء تبخر الماء من سطح العين بينما يساعد الجزء المخاطي على توزيع الدمع بكفاءة في جميع الأجزاء. إذا كانت الدمعات تتبخر بسرعة أو لا تتوزع بشكل جيد فهذا يعني أن هناك خلل في مكوناتها, وبالتالي ستظهر الأعراض.
هناك عوامل إذا توافرت لدى الأشخاص فإنهم أكثر عرضة لجفاف العين وقد يكونوا بحاجة للعلاج، منها:
- العمر: نشفان العين جزء طبيعي من عملية الشيخوخة, حيث تتراجع وظائف كل أعضاء الجسم. معظم الافراد فوق سن 65 يعانون من بعض الأعراض.
- النوع: النساء أكثر عرضة للجفاف وذلك بسبب التغيرات الهرمونية في الحمل وعند الدورة الشهريو وحتى بعد سن اليأس.
- الأدوية: من المعروف أن هناك مجموعة من الأدوية تقلل افراز الغدد الدمعية مثل: أدوية الضغط ومضادات الاكتئاب وحتى بعض أنواع مضادات الحساسية.
- بعض الأمراض المزمنة: الاشخاص المصابين بالروماتويد أو بالسكري وأمراض الغدة الدرقية. تتسبب هذه الامراض في إحداث التهابات في الجفون وعلى سطح مقلة العين مما يجعلها جافة.
اعراض جفاف العين
حتى تلجأ للطبيب لـ حل جفاف العين وعلاجه لابد من أن تعرف الأعراض التي قد تعاني منها, وهي كالآتي:
- الاحمرار.
- الشعور بحرقة وألم بالإضافة لفرك العيون باستخدام.
- الترميش.
- الحساسية للضوء.
- تشوش الرؤية.
- كثافة إفراز الماء وتصبح العين دامعة بشكل زائد.
علاج جفاف العين، ما هي الطرق المتاحة؟
يمكن علاج الاعراض التي يعاني منها المريض والتقليل منها, ولكن لا شفاء بالكامل من جفاف العين المزمن حتى اللحظة. هناك الكثير من الابحاث والتقنيات التي تبدو واعدة فيما يتعلق بحل مشكلة العيون الجافه.
ترطيب العين بالدموع الصناعية، جل أو مرهم لجفاف العين.
بدائل الدمع الصناعية هي أفضل قطرة لعلاج جفاف العين والخيار الأول لترطيبها. إلا أنه يعالج الاعراض ويخفف من حدتها ولكنه لا يعالج السبب. كما أنه لا ينفع لحالات جفاف العين الشديد. ينصح الاطباء بوضع قطرات دمع قبل بداية شعورك بحرقة في عينك لترطيبها. ويحبذ اختيار قطرة بدون مواد حافظة. في حال أصبحت الدموع الاصطناعية غير كافية لـ ترطيب العين قد يصف لك الطبيب بعض المراهم كمرطبات والتي تكون أكثر كثافة وسمكًا من القطرات وتبقى على سطح العيون لفترات أطول. ولكنها قد تسبب جعل الرؤية ضبابية بعض الشيء ولذلك يفضل وضعها قبل الذهاب للنوم.
بشكل عام عليك تجنب أي قطرة لجفاف العين لتقليل الاحمرار, لأن هذه القطرات تعمل على تضييق الاوعية الدموية وقد تسبب التهيج وتلحق الضرر بعينيك.
قطرات العين للجفاف
إذا كان سبب النشفان هو التهابات في القرنية أو الجفون, يصف الطبيب مجموعة من الأدوية لعلاج الالتهاب وتثبيط المناعة وهناك نوعين قد صادقت عليهم إدارة الغذاء والدواء وهما: قطرات السيكلوسبورين, بالإضافة لـ lifitegrast المعروف باسم “اكسدرا” والذي يعمل على تثبيط الخلايا الالتهابية وتحسين أعراض القرنية الجافة.
في حالات التهاب الجفون لابد من وصف مضادات حيوية سواء تم استخدامها بشكل موضعي كقطرة أو عبر الفم. يمنع الالتهاب الغدد الدمعية من افراز الزيوت وهذا يجعل المياه تتبخر بسرعة كبيرة. يعمل المضاد الحيوي على افراز الزيوت وليس معالجة سبب الالتهاب فقط.
في الحالات التي يكون سبب الجفاف هو قلة الانتاج, يتم استخدام قطرات مضادات الكولين والتي يكون أحد تأثيراتها زيادة افراز الدموع.
مدخلات العين لانتاج دموع اصطناعية.
يتم اللجوء لوضع جسيمات صغيرة بين الجفن السفلي للعين والمقلة عندما يصبح وضع القطرة غير كافٍ للترطيب في حالات جفاف العين الشديد. تشبه هذه المستحضرات في جحمها حبيبات الأرز الصغيرة يتم وضع واحدة منها كل يوم وتحتوي في داخلها على سيلولوز دقيق التبلور. وهي نفس المادة الموجودة في القطرات المرطبة. يتم افرازها طوال اليوم ببطء للحفاظ على بقاء سطح العين مائي ورطب.
أجهزة تحفيز غدد ميبوميوس الدهنية الموجودة في الجفون (Meibomian glands)
يعتبر هذا الخيار مثاليًا إذا كان السبب في نشفان العين هو تسدد الغدد الدهنية وعدم إفراز المواد الزيتية التي تحافظ على رطوبة النظر لفترات أطول. تعتمد فكرة عمل هذه الأجهزة على القيام بتدليك لطيف ودافئ للجفون السفلية لمدة 12 شهر في عيادة اخصائي العيون. تهدف هذه التقنية الحديثة إلى تنضيف الغدد وإزالة أي شوائب تسدها. في حال كان هذا العلاج مناسب لحالتك فإنك قد تحتاج لإجراء جلسة كل أسبوعين في البداية. معظم الأفراد لاحظوا شفاء الاعراض تمامًا بعد اتمام جميع الزيارات لمركز الطبيب وتطبيق تقنية lipiflow. في حالات قليلة عندما يكون سبب انغلاق غدد الزيت في الجفن مرض جهازي ومزمن قد يحتاج المريض لجلسات من فترة لأخرى.
استخدام العدسات اللاصقة
العدسات الصلبوية نوع خاص من العدسات يستخدما لإبقاء سطح العين مائي ومرطب لفترات طويلة. يتم استخدامها مع حالات الجفاف المزمن المتوسطة أو الشديدة والتي لم ينجح استخدام العلاجات الطبية بمختلف أنواعها وبأقصى كميتها في حلها والتقليل من حدتها. تعتمد فكرتها على حفظ الماء بين العدسة وبين السطح الخارجي للعيون.
التدخلات الجراحية
إذا لم تنجح كل الخيارات السابقة في حل جفاف العين المزمن قد يقترح عليك الطبيب أن تقوم ببعض التدخلات الجراحية البسيطة بهدف تقليل تروية الدمع من العين لإبقاء البصر جيد وواضح وغير جاف. أحد أشهر هذه العمليات هو اغلاق فتحة القناة الدمعية بهدف تقليل تصريف الدموع منها وبقاءها لفترات أطول على سطح عيونك. هذا قد يكون مؤقتًا عن طريق وضع سدادة من السيلكون يمكن إزالتها بسهولة. وقد يكون دائمًا في الحالات الصعبة, يرجع هذا لقرار الطبيب المسؤول عن حالتك والذي يختار أفضل تقنية وأكثرها راحة لك.
لكي تحصل على أفضل نتيجة وتتخلص من كل المشاكل التي كانت تضايقك لابد من أن تقوم بتغيير نمط الحياة الخاص بك وتتبع مجموعة من النصائح التي من شأنها جعل عيونك صحية وغير جافة، مثل:
- ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل في الأجواء الحارة أو العاصفة.
- الترميش بعيونك في فترات متباعدة عند القيام بالنشاطات المرهقة للعيون.
- الإكثار من شرب الماء خلال اليوم لمنع جفاف الجسم.
- التقليل من التدخين وتجنب البقاء في مكان يحتوي على دخان السجائر إذا لم تكن مدخنًا.
هناك الكثير من العوامل التي تتحكم في نوعية العلاج المناسب لحالتك, قد تحتاج إلى تغيير علاجك باستمرار وااللجوء لأساليب أخرى. كما أن وجود أمراض مزمنة يلعب دورًا في أسلوب وطريقة التعامل لحل نشفان العيون. أهم ما يطمح له الكثير من المرضى هو التخلص من أعراض جفاف العين والشعور بالراحة. عليك أن تعتمد على طبيبك وتتعاون معه لتتخلص من هذه المشكلة. احجز موعدك لدينا في أقرب فرصة لتتمتع بنظر أفضل.