تعرف عملية زراعة القرنية على أنها أحد التدخلات الجراحية التي يتم فيها استبدال القرنية التالفة بأخرى سليمة وطبيعية من شخص متبرع مناسب,بحيث تساعد على استعادة وضوح الرؤية والتخلص من آلام العيون والحصول على نظر معافى بلا عيوب.
تتكون قرنية العين الجزء السطحي من العين والمسؤول عن تركيز الضوء نحو الداخل من مجموعة من الطبقات التي تعمل معًا لبناء صورة واضحة للأشياء التي نراها من حولنا. في حال تعرضت إلى أي أذى أو تضرر في شكلها ووظيفتها فإن ذلك يفقدها القدرة على تركيز الأشعة الضوئية ويتسبب في ضبابية الرؤية. عندما يكون ترميم القرنية أو معالجتها غير ممكن وكل الأساليب قد فشلت في علاج عيب النظر الناتج عن أمراض القرنية قد يقترح عليك الطبيب زرع قرنية بشرية جديدة تتمتع بصحة جيدة ولا عيوب فيها.
معظم عمليات ترقيع القرنية تكون ناجحة. ولكن قد يعاني الشخص المستقبل لها من بعض المضاعفات. أهمها: رفض الجسم للنسيج الجديد والذي تبرع به شخص ما بعد وفاته ليستفيد منه أشخاص آخرين هم بحاجة له. يتم فحص القرنيه التي تم التبرع بها والتأكد من كونها خالية من الأمراض وصالحة للاستخدام.
ما هي أسباب عملية زرع القرنية؟
بشكل عام يتم اللجوء إلى هذه العمليات كحل أخير عندما تفشل جميع العلاجات المتوفرة. وتهدف إلى اعادة وتصحيح البصر للأشخاص المصابين بأمراض القرنية بحيث تكون تضررت وتدمرت بالكامل ولا أمل في شفاءها. بالإضافة لكونها تساعد في التخلص من الألم وجميع الأعراض والعلامات الأخرى المصاحبة لأمراض القرنيه.
أنت تحتاج إلى اجراء هذه الجراحة في الحالات التالية:
- القرنية المخروطية ( بروز العين للخارج).
- ترقق القرنية أو وجود ثقب أوقطع في سطحها.
- وجود ندب أو تليفات فيها بسبب الالتهابات المتكررة.
- الحثل الوراثي أو مايعرف بحثل فوكس (Fuchs’ dystrophy).
- تورم العين وتجمع السوائل بشكل كبير في على سطحها.
- تقرحات القرنية الشديدة والتي لا تستجيب للأدوية والعلاجات الأخرى.
- تطور مضاعفات عن جراحات العين السابقة كالليزك.
- عندما تصبح النظارات أو العدسات الطبية غير قادرة على تصحيح البصر وتصويب عيب الابصار الوظيفي.
- انحراف الرموش ونموها نحو داخل العين مما يجعل سطحها عرضة للخدش الدائم.
هل زراعة القرنية ناجحة ؟
أمراض القرنية هي المسبب الرابع للعمى وفقدان البصر الكامل في العالم بعد ارتفاع ضغط العين والمياه البيضاء وتراجع النظر الشيخوخي. وهذا يعني أنه لابد من المحافظة على سلامتها وعلاج الامراض المتعلقة بها. هذه التقنية آمنة بشكل كبير وتنجح في استرجاع دقة الابصار والتمتع بنظر أوضح عند 75% من الأشخاص الذين يستبدلون قرنيتهم بأخرى سليمة ترجع لأشخاص يتراوح أعمارهم بين 31 إلى 70 عام. ولكنها تحمل خطر التعرض لبعض المضاعفات, من هذه المضاعفات:
- التهابات العين مما يعيق التئام النسيج الجديد في مكانه.
- رفض الجسم لترقيع القرنية.
- مشاكل متعلقة ب إزالة غرز القرنية بعد العملية.
- زيادة ضغط العين.
- النزيف.
- مشاكل في الشبكية لاسيما انفصال الشبكية وتورمها.
أن عدم تقبل الجسم للنسيج الجديد يعتبر أخطر هذه المشاكل ويحدث مع 5% إلى 30% من المرضى. في هذه الحالة يتعرف جهاز المناعة على القرنية الجديدة وكأنها جسم غريب ويبدأ بمهاجمتها على الفور. هناك مجموعة من الأعراض التي تجعلك تنتبه لحدوث ذلك منها: احمرار العيون، وجود ألم شديد، عدم القدرة على تحمل الضوء والحساسية له، وضعف النظر وتشوشه.
اقرأ أيضاً: علاج القرنية المخروطية | ما هي التقنيات المتاحة؟
ما هي مواصفات المانح الجيد؟
في السابق كان أطباء النظر يرفضون أي قرنيه لشخص أكبر من 65 عام ولكن في الوقت الحالي تشير الدراسات أن قرنية الإنسان قد تبقى جيدة وقوية حتى عمر السبعين.يتم فحص الأنسجة والتأكد من مواصفاتها قبل الزراعة. وعلى عكس عمليات زراعة الأعضاء الأخرى لا يتطلب زرع قرنية وجود مطابقة في الأنسجة بين المتبرع والمستقبل. تأخذ هذه القرنيات من الناس الميتين ولابد من أن يكونوا معافيين قبل وفاتهم بحيث لم يكونوا مصابين بأي أمراض قد تنتشر في الجسم أو أن يكون سبب الوفاة مجهولًا. يفضل أن يحصل المريض الأصغر سنًا على قرنية شخص مقارب له في العمر حيث يعتقد أن ذلك يكون له تتابعات إيجابية على وضعه في المستقبل.
هل تصلح عملية زرع القرنية لك وكيف يمكنك الاستعداد لها؟
قبل أن تلجأ إلى إجراء ترقيع للقرنية لابد من أن تكون على دراية بالمضاعفات المحتملة وأن تتحدث مع الطبيب حول الشكوى التي تعاني منها وتأخذ رأيه حول مناسبة الاجراء الطبي مع ظروفك. هناك عدد من الاشياء التي تساعدك في تقييم حالتك وامكانية قيامك بالعملية مثل:
- إذا كان عيب النظر الناتج عن وجود خلل في القرنية يعيقك من القيام بعملك ويقلل انتاجيتك أو يجعلك تعتمد على غيرك في القراءة أو قيادة السيارة.
- لا يمكن أن تنجح أي تقنية أخرى في تصحيح نظرك.
- إذا كنت تستطيع تحمل تكلفة زراعة القرنية.
- تستطيع أخذ اجازة طويلة قد تصل إلى 6 شهور من مكان عملك أو دراستك.
بمجرد أن تتخذ القرار ويقوم المركز الذي توجهت له بتحديد موعد التدخل الجراحي عليك أولًا القيام بفحص النظر حتى يستطيع الطبيب قياس مدى تحسنك وقياس الفرق بين قبل وبعد زراعة القرنية، لابد من التوقف عن تناول الأدوية المسيلة للدم قبل العملية والالتزام بالأدوية والقطرات التي يحددها اخصائي العيون.
متى يتحسن النظر بعد زراعة القرنية؟
معظم الأشخاص الذين قاموا بهذه العملية استرجعوا نظرهم حتو ولو بشكل جزئي. يعتمد التحسن في حالتك على السبب الذي جعلك تلجأ إلى زرع قرنية ومدى حدة الاعراض لديك وشدة مرضك. قد يكون نظرك في البداية أسوأ مما كان عليه قبل الزراعه ولكنه يصبح أفضل تدريجيًا وقد يستغرق ذلك عدة أشهر. بمجرد التئام السطح الخارجي لعينك وأخذها الشكل الطبيعي فإن وضوح البصر يأتي بعد أسابيع قليلة. كما يعتمد إزالة غرز القرنية على سرعة التعافي بشكل أساسي, في بعض الحالات قد لا يتم إزالتها على الإطلاق. وهذا يرجع إلى صحة وسلامة عينيك ونوع الخيوط المستخدمة.
خلال الفترة التي تسترد فيها صحتك أنت بحاجة للالتزام بهذه النصائح كي تحصل على نتائج جيدة:
- استخدم قطرة العيون كما وصفها لك الطبيب.
- لا تضغط على عيونك أو تفركها باستمرار.
- إذا شعرت بألم في عيونك يمكنك استخدام بعض المسكنات.
- لا تخرج دون ارتداء النظارات الشمسية.
- قم باستشارة الطبيب حول الوقت الأمثل للعودة إلى ممارسة نشاطاتك بشكل طبيعي.
- قد تحتاج إلى الاستلقاء على ظهرك للمحافظة على بقاء النسيج المزروع في مكانه.
- يمنع السجود بعد زراعة القرنية مباشرة وحتى ثبات النسيج الجديد في مكانه كما يجب التقليل من أي نشاط يميل فيه الجسم لأسفل.
- الالتزام بالمتابعة الدورية والسنوية لأن المضاعفات قد تظهر بعد سنوات من زراعة القرنية.
تختلف تكلفة زراعة القرنية في جدة باختلاف المستشفى أو المركز الذي يتم إجراؤها فيه ومدى جهوزيته وجودة العدسات المستخدمة حيث يفضل بعض الجراحين استيراد عدسات نوعية ومحفوظة في بنوك الأعضاء العالمية. كما أنها تحتاج إلى رعاية طويلة قد تمتد لسنة ولابد من أن تحرص على كفاءة الطبيب الذي تختاره ومدى خبرته. ننصحك أن تزور عياداتنا وتحصل على كل الفحوصات اللازمة قبل أن تقرر زراعة قرنية عين جديدة.
