ما هو إجهاد العين؟ لاحظ أطباء مجمع بطل التخصصي مؤخرًا ارتفاعًا نسبيًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من إجهاد العين بين الشباب الأصغر سنًا. تتركز الشكاوى حول الحساسية الشديدة للضوء وصعوبة التركيز على شيء ما لفترة طويلة وغيرها من الأعراض.

وأرجع الأطباء ذلك بدرجة كبيرة إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الكمبيوتر في المنزل لمواصلة التعلم المنزلي. إلى جانب تحول الكثير من الموظفين في الشركات إلى العمل من المنزل بعد ظهور فيروس كورونا.

ولحماية العين من الإجهاد، تحتاج العين باستمرار إلى الترطيب الذي يحدث تلقائيًا دون أن نشعر مع كل طرفة عين. لكن كلما زاد التركيز في الشاشات، انخفض عدد مرات طرف العين. كشفت دراسة أجريت عام 1991 أن معدل طرف العين كان 18.4 طرفة في الدقيقة، وأن هذا المعدل انخفض إلى 3.6 طرفة عين في الدقيقة خلال فترة استخدام الكمبيوتر.

وتصاب العين بالإجهاد مع التقدم في السن. وأيضًا عندما تتعب من فرط الاستخدام أو التركيز لفترة طويلة في كتاب أو شاشة رقمية، أو عند القيام بمهمة تحتاج إلى مجهود بصري أثناء الجلوس في غرفة بإضاءة إما قوية أو خافتة. وهذا المجهود الكبير يسبب ما يطلق عليه صداع إجهاد العين.

أعراض الصداع الناتج عن إجهاد العين:

  • التهاب العين.
  • صداع في منتصف الجبهة (بين الحواجب).
  • تشنجات الجفن.
  • دوار أو دوخة.
  • صعوبة إبقاء العين مفتوحة.
  • جفاف العين.
  • الحساسية للضوء.
  • صعوبة التركيز.
  • آلام الرقبة والكتف والظهر لأن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يؤدي إلى ثبات أوضاع الرأس والرقبة والكتفين مما قد يؤدي إلى تشنج عضلي في الرقبة وصداع.

هل إجهاد العينين يسبب الدوخة؟

يمكن أن يسبب إرهاق العين الدوخة بطريقة غير مباشرة؛ يؤدي التركيز في شيء ما لفترة طويلة إلى إرهاق العينين وصداع العين وقد يتسبب الصداع في الشعور بالدوخة في بعض الأوقات. وهناك بعض أمراض العيون التي تسبب الدوخة منها إعتام عدسة العين والتهاب الشبكية واعتلال الشبكية السكري.

بماذا ينصح الأطباء لتجنب إجهاد العين؟

  • استخدام نظارات الضوء الأزرق التي تقلل من تأثير الشاشات على العين. ونشير هنا إلى أنه لم يثبت بالدليل العلمي أن الضوء الأزرق يضر العين مباشرةً، لكنه يؤثر عليها بطريقة غير مباشرة. فهو يعطل إفراز هرمون النوم ويسبب صعوبة في النوم وبالتالي الشعور الدائم بالإجهاد.
  • قضاء المزيد من الوقت في الخارج في الضوء الطبيعي لكن في الوقت نفسه تجنب أشعة الشمس القوية لأنها قد تتسبب في إعتام عدسة العين مع الوقت.
    أخذ فترات راحة متكررة أثناء التعليم أو العمل أمام الشاشات الرقمية لتجنب الإجهاد وتجنب آلام الرقبة التي تسبب الصداع أيضًا.
  • استخدام نظارات القراءة لأنها تخفف إجهاد التركيز وتقلل الوهج وتساعد في منع تدفق الهواء الجاف عبر العينين.
  • استخدام قطرات جفاف العين الخالية من المواد الحافظة عدة مرات يوميًا لترطيب العين. بعض الناس يطلقون على هذا النوع قطرة إجهاد العين لكنها في الأساس تستخدم لعلاج جفاف العين الناتج عن الإجهاد.

علاج إجهاد العين

العلاج الأمثل لإجهاد العين هو تقليل الوقت الذي نقضيه في القراءة أو أمام الشاشات أو الأنشطة التي تحتاج إلى تركيز العين الشديد، لكن يبقى هذا الحل صعبًا في كثير من الأحيان، فما الذي يمكن فعله لتقليل الإجهاد؟

1. استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة المناسبة

أحد أسباب الإجهاد في العين هو استخدام نظارات أو عدسات لاصقة بقياس غير مناسب أو غير صحيح أو ربما عدم استخدام نظارات من الأساس في حين تحتاج إلى نظارة طبية. لهذا إذا كنت تعاني من ألم شديد عند النظر إلى الشاشة أو القراءة فيفضل إجراء فحص العين واستشارة طبيب العيون حول استخدام نظارة طبية.

ومع التقدم في العمر، وخاصةً بعد الأربعين، تتغير الرؤية وتفقد العين قدرتها على التكيف لهذا قد يكون سبب الإجهاد في العين هو الحاجة إلى نظارات قراءة.

2. العدسات اللاصقة مع النظارات

يجب الأخذ في الاعتبار أن احتياجات العين تتغير على مدار اليوم، فالأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة يعانون من نسبة من الجفاف في العين تزداد سوءًا بزيادة الوقت أمام الشاشة. لهذا يُنصح باستخدام العدسات اليومية، وكذلك الاحتفاظ بنظارات طبية واستبدالها بالعدسات اللاصقة إذا زاد جفاف العين على مدار اليوم.

3. بيئة العمل

قد يكون الهواء المستخدم في ترطيب الغرفة سواءً من المروحة أو مكيف الهواء في العمل أو المنزل سببًا في جفاف العين وبالتالي إجهادها. لهذا يفضل تجنب الجلوس في مواجهة تيار الهواء بشكل عام، وخاصةً أثناء النظر إلى الشاشة.

ينصح أيضًا بتكبير الخط على الشاشة قدر الإمكان حتى لا تجهد العين في المزيد من التركيز أثناء القراءة، إلى جانب ضبط إضاءة الشاشة وتقليل السطوع. ينصح أيضًا بالجلوس في وضعية مريحة باستخدام كرسي مناسب لتخفيف آلام الرقبة والظهر.

4. قطرات التهاب العين

صحيح أن طرف العين هو الوسيلة الطبيعية لترطيب العين، لكن النظر إلى الشاشة لفترة طويلة يقلل من طرف العين لا إراديًا وبالتالي قد تحتاج إلى استخدام قطرات ترطيب العين للحفاظ على رطوبة العين. ومن المهم أيضًا استخدام القطرات التي تعالج التهاب العين الناتج عن الجفاف الشديد. نحن هنا نعالج المشكلة من الأساس؛ نعالج الالتهاب الذي تسبب في جفاف العين وبالتالي يخف الإجهاد تدريجيًا.

5. إرخاء عضلات العين

تساعد الكمادات الدافئة على إرخاء عضلات العين وتهدئة ألم العينين في نهاية اليوم، وينصح الأطباء باستخدام الكمادات الدافئة قبل النوم فهي تساعد كثيرًا في تقليل أعراض الإجهاد.

6. الأطعمة الصحية

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد في الحفاظ على صحة الجسم بوجه عام والعينين أيضًا. وتفيد الأطعمة الغنية بالفيتامينات سي وإي في تقوية العينين، وتساعد أوميغا 3 الموجودة في المكسرات والسلمون في إنتاج الدموع وتخفيف جفاف العيون. كما أن تقليل تناول السكريات يحمي من الإصابة بمرض السكري الذي يعد من الأسباب الرئيسية لضعف النظر وفقدان النظر أيضًا.

7. زيارة طبيب العيون

إذا ظلت أعراض الإجهاد كما هي رغم اتباع النصائح السابقة، فربما حان الوقت لاستشارة طبيب العيون. ليس بالضرورة أن تكون هناك مشكلة كبرى فقد يكون العلاج بسيطًا مثل تحديث قياس النظارة أو وصف نظارة للقراءة.

يقلق الأطباء من أن يؤدي إجهاد العين المتواصل إلى زيادة نسبة من يعانون من قصر النظر على المدى البعيد، لكن لم يثبت علميًا حتى الآن أن الإجهاد في العين يؤدي إلى تدهور الرؤية. بل هو مجرد رد فعل مؤقت لإرهاق العين أو التركيز على شيء واحد لفترة طويلة جدًا ولا يسبب عمومًا أضرارًا على المدى البعيد. برغم ذلك، يتسبب الإجهاد في ألم مزعج في العينين وصعوبة أداء المهام اليومية لهذا يجب أخذ الوقت الكافي لمعالجة الأسباب الجذرية وتصحيحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *