يصعب التنبؤ بخطورة أمراض العيون. فعدد من أمراض العيون الخطيرة ليس لها أعراض في المراحل الأولى، وتكاد لا تظهر الأعراض إلا بعد التأثير على الرؤية أو فقدان النظر. على العكس أيضًا قد يظهر ما قد يشير إلى مشكلة كبيرة في العين مثل تورم العين أو التهاب أو احمرار العين أو الشعور بالتهيج الشديد المفاجئ، وفي النهاية لا يتخطى الأمر كونه حساسية موسمية أو مشكلة عارضة.
هل سبق وشعرت بألم من أي نوع في العين؟ ربما واجهنا جميعًا مشكلة ما في العين من قبل. ويتفاوت الأمر من مجرد ظهور أعراض بسيطة أو حادة. سنتعرف هنا على عدد من أسماء أمراض العيون وعلاجها وخطورتها وكيف يمكن التصرف عند الشعور بأعراض مشكلة ما في العين.
أمراض العيون عند الأطفال
الحول
يتسبب ضعف عضلات إحدى العينين أو كلتيهما في عدم قدرة العينين على النظر على نقطة واحدة في الوقت نفسه لهذا تبدو العين منحرفة قليلًا أو تنظر في اتجاهات مختلفة.
وقد ينتج الحول عن إهمال علاج طول النظر الشديد أو سقوط الطفل من مكان مرتفع. وإهمال علاج الحول نفسه يؤدي إلى العين الكسولة عند الأطفال. تطور علاج الحول عند الأطفال كثيرًا في السنوات الأخيرة ويفضل استشارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض.
العين الكسولة
تظهر أعراض العين الكسولة غالبًا على الطفل قبل سن السادسة وهي حالة مرضية تنتج عن الحول أو إعتام عدسة العين أو الأخطاء الانكسارية أو الحول. ويحدث الغمش أو العين الكسولة عندما يكون هناك قصور في الرؤية في عين واحدة وبالتالي يتجاهل الدماغ الرؤية من العين المصابة ويركز على الصورة التي تستقبلها العين السليمة وهنا تبدأ رؤية العين المصابة في التدهور أكثر. ولعل أشهر طرق علاج العين الكسولة هي الترقيع.
القرنية المخروطية
تظهر أعراض القرنية المخروطية عادة في سنوات المراهقة الأخيرة وهي مرض ينتج عن عدم انتظام شكل القرنية بحيث تبدو بارزة للخارج (مثل المخروط) ما يمنع تركيز الضوء بشكل صحيح على الشبكية وبالتالي عدم وضوح الرؤية والحساسية الشديدة للضوء.
وتعد العدسات اللاصقة علاجًا مساعدًا في المراحل الأولى من الإصابة بالقرنية، ولا ينصح بعمليات الليزر لأنها تلحق المزيد من الضرر بالقرنية.
أمراض العيون الوراثية
إعتام عدسة العين عند الأطفال
فى حالات نادرة، يصاب الأطفال في سن مبكرة بإعتام عدسة العين. في هذه الحالات يولد الطفل بعدسة عين غائمة تمنع مرور الضوء إلى الشبكية ولهذا لا يرى الطفل الأشياء بصورها الواضحة. وإعتام عدسة العين عند الأطفال هو أحد أمراض العيون الوراثية لأن الوراثة هي السبب الشائع له. لكن هناك أسباب أخرى للإصابة به منها: العدوى والتهاب العين عند الأطفال والتفاعلات الدوائية أو بسبب إصابة شديدة أو صدمة في العين أو إصابة الأم بالحصبة أو الحمى أثناء الحمل.
عمى الألوان
يصيب عمى الألوان نسبة أكبر من الرجال عن النساء. وهو مرض وراثي ينتج عن اختلاف حساسية مستقبلات الضوء الموجودة في شبكية العين لألوان معينة. ومن أعراضه صعوبة التمييز بين الألوان. ولا يوجد علاج معروف لعمى الألوان وإن كانت بعض العدسات والنظارات المتوفرة تساعد في ترشيح الألوان قليلًا. لكن الأمر الجيد هو أن رؤية الشخص الذي يعاني من عمى الألوان طبيعية تمامًا ولا يعاني من اضطرابات أخرى.
والأشخاص المصابون بعمى الألوان يستطيعون رؤية العديد من الألوان لكنهم يجدون صعوبة في التمييز بين ألوان بعينها. ولا يعاني جميع المصابين بعمى الألوان من عدم القدرة على رؤية لون معين واحد فهناك من لا يستطيع التمييز بين الأحمر والأخضر أو الأصفر والأزرق، ومجموعة صغيرة جدًا لديها حالة تسمح لها برؤية الأسود والأبيض فقط.
القرنية المخروطية أيضًا والحول والأخطاء الانكسارية وغيرها من أمراض العيون الوراثية، لهذا ينصح أطباء العيون الجميع، وتحديدًا من لديهم شكاوى عائلية سابقة لمرض من أمراض العيون بإجراء الفحص الدوري للعين حتى يسهل اكتشاف أي مشكلة وعلاجها في بدايتها لأن الاكتشاف المبكر يساعد كثيرًا في الحصول على نتائج جيدة.
أكثر أمراض العيون انتشارًا وعلاجها
الأخطاء الانكسارية
يمكن أن يؤدي إهمال علاج أو تصحيح الأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر وطول النظر والإستجماتيزم إلى ضعف البصر الشديد. قد لا تكون ملحوظة لدى الأطفال لعدم إدراكهم أن هناك مشكلة في الرؤية ومع ذلك فعلاجها متاح ومتوفر إما بالعدسات والنظارات التصحيحية أو عمليات تصحيح النظر الجراحية مثل الليزك والفيمتو سمايل وغيرها من الحلول الجراحية الآمنة.
إعتام عدسة العين
يؤثر إعتام عدسة العين عادة على الأشخاص مع التقدم في العمر ولكنه أيضًا أحد الآثار الجانبية الشائعة لحالات مثل السكري، ويحدث إعتام عدسة العين عندما تصبح عدسة العين الطبيعية غائمة وبالتالي تتشوش الرؤية. ويسهل اكتشاف إعتام عدسة العين خلال فحص العين المنتظم والعلاج الفعال لهذه المشكلة هو الجراحة التي تتم لاستبدال عدسة العين.
الجلوكوما (المياه الزرقاء)
يؤدي تراكم السوائل داخل العين إلى ارتفاع ضغط العين. ومع استمرار ارتفاع ضغط العين يحدث أن يتلف العصب البصري الذي هو المسؤول الأساسي عن نقل الإشارات من العين إلى الدماغ، وبالتالي فإن تلف العصب البصري الناتج عن الجلوكوما يؤدي إلى فقدان النظر.
وتشمل الخيارات العلاجية استخدام قطرات العين التي تساعد في خفض ضغط العين، ويمكن أن تساعد الجراحة في تصريف السوائل المسببة لارتفاع ضغط العين. اسأل عن تكلفة جراحة المياه الزرقاء في مجمع بطل التخصصي للعيون. غالبًا ما تتطور مراحل الجلوكوما دون أعراض، وهو ما يصعب عملية اكتشافها في المراحل المبكرة، لهذا من المهم إجراء فحص العين المنتظم في عيادة عيون موثوقة لتجنب فقد البصر.
انفصال الشبكية
هنا تنفصل الشبكية عن الأنسجة العصبية التي تغذيها ليفاجأ المصاب وكأن هناك غيمة رمادية تتحرك أمام عينيه مع حدوث انخفاض مفاجئ في القدرة على الرؤية. وهو مرض ينتج عن حدوث إصابة شديدة في العين أو صدمة قوية أو أحيانًا قصر النظر الشديد. انفصال الشبكية من الأمراض التي تستدعي التدخل الطبي العاجل والفوري وإلا قد تؤدي إلى فقدان الرؤية والعمى.
التهاب القزحية
التهاب القزحية هو التهاب يصيب قزحية العين (الجزء الملون) وقد يكون معديًا في عدد من الحالات. وهو ينتج بالأساس عن العدوى أو إصابة العين أو عملية جراحية سابقة في العين. التهاب القزحية هو حالة مرضية يمكن علاجها لكن إهمال العلاج قد يؤدي إلى الجلوكوما أو تلف العصب البصري أو انفصال الشبكية أو إعتام العين.
تتشابه اعراض جميع أمراض العيون كثيرًا فيما بينها؛ أغلب هذه الأعراض هي تشوش الرؤية والحساسية للضوء بدرجات متفاوتة والوهج الليلي، وفي حين قد لا تعبر هذه الأعراض عن مرض خطير وربما تشير إلى مجرد التهاب بسيط في العين أو عدوى موسمية أو ربما الحاجة إلى عدسات أو نظارات طبية تصحيحية.
لكن في حالات أخرى قد تكون إشارة إلى مرض خطير غير واضح. لهذا نكرر النصيحة بعدم إهمال الشكوى واللجوء إلى طبيب العيون و عيادات العيون عندما تقتضي الحاجة.